عمان بوست – في تصريحات قوية خلال ندوة فكرية في عمان، شدد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية على رفض الدول العربية القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن ذلك يعني نهاية القضية الفلسطينية.
موسى أكد أن الأردن ومصر كانا واضحين في موقفهما الرافض للتهجير، وأن الموقف العربي يجب أن يكون موحدًا في مواجهة السياسات الإسرائيلية. وأضاف أن تهجير الفلسطينيين سيعد من “علامات الساعة” مشددًا على أن ذلك خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأشار موسى إلى أن السياسة الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر 2023 كانت تهدف إلى إزاحة القضية الفلسطينية من الساحة الدولية، إلا أن المواقف تغيرت بعد هذا التاريخ، مع تحول الأنظار مجددًا نحو فلسطين.
وفي سياق دعوته للتنسيق العربي، اعتبر موسى أن الأردن ومصر والسعودية يجب أن يشكلوا تحالفًا استراتيجيًا لتنسيق المواقف بخصوص القضية الفلسطينية، وأكد على ضرورة أن تتبنى هذه الدول موقفًا موحدًا في التعامل مع القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، حيث يجب التأكيد على أن التطبيع لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية.
ودعا موسى إلى إعادة طرح المبادرة العربية للسلام، التي تقوم على حل القضية الفلسطينية مقابل التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن هذا الحل هو الأساس لأي مفاوضات مستقبلية.
كما تطرق موسى إلى الدور الإيراني في المنطقة، داعيًا تركيا للاستفادة من تجربة إيران في التعامل مع العالم العربي، في وقت يشهد فيه المنطقة تقلبات سياسية قد تؤثر على مستقبل العلاقات الإقليمية.
وفيما يتعلق بالمواقف العربية، أكد موسى أن مصر والأردن والسعودية يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وأنه يجب أن يتم التنسيق المباشر مع الرئيس الأمريكي، وخاصة في ما يتعلق بمبدأ التطبيع ورفض التهجير.
وتطرق موسى أيضًا إلى ضرورة التضامن العربي في هذه المرحلة الدقيقة، مشددًا على أن الصوت الفلسطيني الموحد هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.
كما أكد أن الجامعة العربية تمر بمرحلة صعبة في ظل التحديات الحالية، موضحًا أن النظام العالمي يشهد اهتزازًا كبيرًا بسبب فشل مجلس الأمن والفيتو المضر، داعيًا إلى توحيد المواقف العربية وتفعيلها في مواجهة الضغوط الدولية.
موسى اختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة الاعتذار الإسرائيلي عن ما لحق بفلسطين، وأن وحدة الموقف العربي هي السبيل الوحيد للنجاح في مساعي إقامة الدولة الفلسطينية.
