“ضريبة الدخل” تحسم الجدل: لا تغيير على أسعار السجائر في الأسواق المحلية

عمان بوست – حسمت دائرة ضريبة الدخل والمبيعات الجدل بشأن أسعار السجائر في السوق المحلي، إذ أكد المستشار في الدائرة، موسى الطراونة، عدم وجود أي قرار برفع أسعار السجائر، وسط انتشار شائعات حول زيادتها.

“لا رفع للأسعار”.. ضريبة الدخل تضع النقاط على الحروف

في تصريح رسمي، قال الطراونة إن أسعار السجائر ثابتة دون تغيير، وذلك ردًا على كتاب متداول أُشيع أنه يشير إلى زيادتها. وشدد على أن هذه المعلومات غير دقيقة، داعيًا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات.

التدخين في الأردن.. حقائق صادمة وأرقام مقلقة

ورغم نفي رفع الأسعار، تبقى مشكلة التدخين في الأردن قضية صحية واقتصادية ملحّة، حيث تعتبر المملكة من بين الدول الأعلى في نسبة المدخنين بمنطقة الشرق الأوسط.

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد مستخدمي التبغ في الأردن عام 2022 نحو 2.77 مليون شخص، بينهم 2.29 مليون ذكر و483 ألف أنثى، ما يجعل الأردن الأكثر تدخينًا في المنطقة بنسبة 36% من الأفراد فوق سن 15 عامًا. وتشير التوقعات إلى ارتفاع النسبة إلى 38.3% بحلول عام 2030.

كما أظهر المسح الوطني التدرجي (STEPs) لعام 2019 أن 41% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18-69 عامًا يدخنون، فيما بلغ معدل المدخنين للسجائر الإلكترونية وأجهزة الـVape 9.2%، مع زيادة ملحوظة في انتشار التبغ بين الرجال بنسبة 65.3%، مقارنةً بالنساء بنسبة 16.4%.

أعباء اقتصادية وخسائر بمليارات الدنانير

التدخين في الأردن ليس مجرد قضية صحية، بل تحدٍ اقتصادي ضخم، حيث تسجل الحكومة إيرادات سنوية تقارب مليار دينار كضريبة على مبيعات التبغ.

لكن في المقابل، أظهرت ورقة سياسات صادرة عن المنتدى الاقتصادي الأردني أن الخسائر الاقتصادية السنوية الناجمة عن التدخين تصل إلى 1.6 مليار دينار، أي ما يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مع خسائر ضخمة نتيجة الوفيات المبكرة الناجمة عن استهلاك التبغ والتي بلغت نحو 399 مليون دينار، إضافة إلى نفقات رعاية صحية قدرها 204.4 مليون دينار.

صناعة التبغ.. أرباح ومخاطر متناقضة

في حين تسهم صناعة التبغ بنحو 889 مليون دينار في الاقتصاد الأردني، تتجاوز تكلفة أضرار التدخين هذه المساهمة، إذ تعتبر صناعة مربحة على حساب الصحة العامة. ورغم مساهمة الصناعة في التوظيف والعائدات الضريبية، إلا أن أعباء الأمراض المزمنة والوفيات المبكرة تشكل تكلفة اقتصادية واجتماعية هائلة.

تدخين النساء والشيشة.. أرقام مفاجئة

تزايد انتشار تدخين الشيشة بين النساء، حيث وصلت النسبة إلى 43%، وهي ضعف معدل تدخين الشيشة بين الرجال، ما يعكس تغييرًا في أنماط التدخين بالمجتمع. كما بلغ معدل تعاطي السجائر الملفوفة يدويًا بين النساء 10%، مقارنة بـ18% لدى الرجال.

الحلول.. هل رفع الأسعار هو الخيار الأمثل؟

تتجه الحكومة إلى رفع الضرائب على التبغ كأداة للحد من انتشاره، وهو ما تم تطبيقه في أيلول 2024 حين ارتفع سعر علبة السجائر بمقدار 10 قروش، تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ (2024-2030).

رسالة حاسمة.. أسعار السجائر ثابتة والضرائب في الأفق

رغم تأكيد “ضريبة الدخل” على عدم وجود زيادات حالية، إلا أن الاتجاه نحو رفع الضرائب مستقبلاً ليس مستبعدًا في إطار التزام الأردن بالاستراتيجية العالمية لمكافحة التدخين. وبينما تحقق الحكومة إيرادات ضخمة من ضرائب السجائر، فإن التحدي الحقيقي يتمثل في تقليص الأضرار الصحية والمجتمعية المرتبطة بتعاطي التبغ.

وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الحرب على التدخين معركة اقتصادية وصحية في آن واحد، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق التوازن بين الإيرادات الضريبية وحماية الصحة العامة.