وادي رم في قائمة أفضل الوجهات الطبيعية عالميًا: المرتبة 12 بين أجمل مواقع العالم لعام 2024

عمان بوست – عبدالرحيم العرجان

حقق وادي رم الأردني إنجازًا عالميًا بحصوله على المرتبة 12 ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية الطبيعية في العالم لعام 2024، وفقًا لتصنيف موقع “تريب أدفايزر” العالمي المتخصص في السياحة والسفر، والذي يستند في تقييمه إلى آراء وتفاعلات الزوار الفعليين.

ويُعرف “تريب أدفايزر” بكونه أحد أبرز المواقع المعتمدة في عالم السياحة، حيث يوفر منصّة لتقييم الوجهات السياحية بناءً على تجارب الزوار، الصور، ومقاطع الفيديو، ما يعكس صورة أكثر واقعية عن جودة الخدمات والمرافق.

وادي رم.. تاريخ عريق ومكانة سياحية عالمية

يمتاز وادي رم بعمقه التاريخي، إذ كان معبرًا لطرق الحج والتجارة التي ربطت شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام وشمال إفريقيا، وصولًا إلى موانئ غزة وطرابلس. وترك المسافرون والتجار نقوشًا قديمة على صخوره ما زالت شاهدة على حقب زمنية متعددة.

ويضم وادي رم معالم طبيعية وأثرية فريدة، أبرزها “جسر بردى الصخري”، الذي يُعد من أعلى الجسور الصخرية في الشرق الأوسط، إضافة إلى “جسر الخرزة” القريب من قاعدة الجبل، وجسر “أم فروت”. كما يُعد “جبل أم الدامي” الأعلى في المملكة، حيث رُفع عليه علم اليوبيل الفضي هذا العام، إلى جانب العلم الأردني.

وجهة للأفلام العالمية ومركز لصناعة السينما

تحوّل وادي رم إلى “أستوديو طبيعي” فريد، استقطب كبرى شركات الإنتاج السينمائي العالمية، ليصبح موقعًا لتصوير أفلام عالمية مثل:

• فيلم ذيب (من إخراج الأردني ناجي أبو نوار) الذي حصد جوائز دولية.
• فيلم ذا مارشان (The Martian) الذي نال جائزة الأوسكار عام 2015.
• فيلم ديون (Dune) الذي أعاد تشكيل المخيمات الصحراوية لتصبح مستوحاة من ديكوراته الفريدة المعروفة بـ”البابلز” (فقاعات النوم الشفافة).

هذه الأفلام منحت وادي رم شهرة دولية واسعة، وجعلته وجهة مرغوبة لمواقع التصوير العالمية، ما انعكس على زيادة عدد زواره من السياح.

أنشطة وتجارب لا تُنسى في وادي رم

يتيح وادي رم للزوار فرصة عيش مغامرات شيّقة وتجارب فريدة، أبرزها:

• المسير والاستكشاف: عبور المسارات الطبيعية وسط الكثبان الرملية والمناظر الصحراوية الخلابة.
• السفاري ورحلات الاستكشاف: استكشاف أعماق الصحراء برفقة أدلاء محليين.
• تسلق الجبال: تحدي المرتفعات الصخرية الفريدة، مثل جبل أم الدامي.
• الرياضات الجوية والمنطاد: رحلات جوية في المناطيد تتيح للزوار رؤية وادي رم من السماء.
• الرصد الفلكي: حيث توفر المخيمات الفاخرة ومرصد متخصص أدوات وتقنيات حديثة لرصد النجوم والكواكب في سماء وادي رم الصافية.
• تجربة حياة البادية: تجربة العيش في المخيمات البدوية، وركوب الجمال، والتعرف على حياة البدو الأصيلة.

اهتمام عالمي ومكانة ضمن التراث العالمي

في عام 2005، أدرجت “اليونسكو” وادي رم ضمن قائمة “روائع التراث الشفوي وغير المادي للبشرية”، اعترافًا بأهمية التراث الثقافي البدوي في المنطقة. كما أن الموقع مدرج كمحمية طبيعية، ما ساهم في الحفاظ على تنوعه البيئي والحيوي.

وتُبذل جهود كبيرة من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لضمان وجود وادي رم كعنصر رئيسي في المعارض والبورصات السياحية الدولية.

تنافس عالمي وضرورة الابتكار

وفق تصنيف “تريب أدفايزر”، جاءت نيبال (كاتماندو) في المرتبة الأولى لأفضل الوجهات السياحية الطبيعية، تليها جزر هالونغ في فيتنام، ثم مدينة الغردقة المصرية في المرتبة الثالثة. ويُعد هذا التصنيف دعوة لمزيد من الابتكار في الترويج لوادي رم والمواقع الطبيعية الأردنية الأخرى مثل البتراء والبحر الميت، اللتين تملكان إمكانات هائلة لاستقطاب المزيد من السياح الباحثين عن تجارب فريدة تجمع بين الطبيعة، التاريخ، والمغامرة.

ختامًا

احتلال وادي رم المرتبة 12 عالميًا كأفضل وجهة سياحية طبيعية ليس مجرد إنجاز سياحي، بل هو اعتراف دولي بقيمة التراث الطبيعي والبيئي للأردن. ومع جهود وزارات السياحة والثقافة وهيئة تنشيط السياحة، يبقى الطموح نحو تعزيز هذا الإنجاز، واستثمار النجاح في استقطاب مزيد من السياح، ليظل وادي رم على خارطة السياحة العالمية كوجهة فريدة لا تُنسى.