أسعار النفط تهبط قرب أدنى مستوياتها في أسبوعين بفعل مخاوف الطلب وتراجع النشاط الصيني

عمان بوست – استقرت أسعار النفط، الثلاثاء، قرب أدنى مستوياتها في أسبوعين وسط تفاقم المخاوف بشأن الطلب العالمي على الخام، متأثرة ببيانات اقتصادية ضعيفة من الصين وتوقعات بارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وبحلول الساعة 02:20 بتوقيت غرينتش، سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 12 سنتًا (0.2%) لتصل إلى 77.20 دولارًا للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات (0.1%) إلى 73.27 دولارًا.
ضغوط صينية وعقوبات أميركية
سجل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، الاثنين، أدنى مستويات تسوية منذ أوائل يناير، حيث جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين مخيبة للآمال، مع تسجيل انكماش غير متوقع في نشاط الصناعات التحويلية، مما ألقى بظلاله على آفاق نمو الطلب في أكبر مستورد للنفط عالميًا.
وأشار المحلل توني سيكامور من “آي جي” إلى أن “البيانات الصينية الضعيفة، إلى جانب عمليات بيع واسعة في أسهم التكنولوجيا الأميركية، دفعت الأسواق نحو الإحجام عن المخاطرة”.
وفي سياق متصل، تعرّض الطلب الصيني لضربة إضافية بسبب العقوبات الأميركية على تجارة النفط الروسية، حيث توقعت مؤسسة “إف.جي.إي” أن تخسر مصافي التكرير في شاندونغ نحو مليون برميل يوميًا نتيجة القيود المفروضة على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأميركية.
تأثير درجات الحرارة
تفاقمت التحديات في السوق مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية في الولايات المتحدة وأوروبا، ما خفض الطلب على وقود التدفئة الذي شهد انتعاشًا خلال موجة البرد السابقة. وقال أليكس هودز، محلل النفط في “ستون إكس”، إن “الظروف الجوية الأكثر دفئًا تقلل من استهلاك وقود التدفئة في المناطق الرئيسية”.
تكاليف الإمدادات البديلة
وسط تراجع الإمدادات الروسية، تبحث مصافي التكرير الصينية عن مصادر بديلة للخام، لكنها تواجه ارتفاعًا كبيرًا في التكاليف. وأوضح محللون أن “الحلول البديلة تأتي بتكاليف أعلى بكثير، مما يزيد من أعباء الأسواق الصينية والعالمية”.
ضغوط على الأسواق الأوسع
على صعيد آخر، تأثرت الأسواق المالية بزيادة الاهتمام بالنموذج الصيني للذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة، الذي طرحته شركة “ديب سيك”، ما أدى إلى ضغوط إضافية على معنويات المستثمرين.
نظرة مستقبلية
بينما تواصل الأسواق مواجهة التحديات المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد الصيني، وارتفاع درجات الحرارة، والعقوبات الجيوسياسية، يبقى الطلب العالمي على النفط تحت مجهر المتداولين، وسط توقعات بمزيد من التقلبات في أسعار الخام خلال الأسابيع المقبلة.