سياسيون: الملك يعزز الإجماع العربي ويؤكد رفض التهجير

عمان بوست – حملت تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، رسالة واضحة حول أهمية التنسيق العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، مع التأكيد على موقف الأردن الثابت والرافض لأي مخططات تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة.
خطة عربية متكاملة لإعادة إعمار غزة
أكد جلالة الملك أن هناك تصورًا متكاملًا ستقدمه مصر والدول العربية بشأن إعادة إعمار غزة، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، في خطوة تدحض أي محاولات لإفراغ القطاع من سكانه.
سياسيون: موقف الملك يعكس الإجماع العربي
شدد محللون سياسيون على أن حديث الملك ليس موقفًا فرديًا، بل تأكيدٌ على الإجماع العربي، مشيرين إلى أن الوحدة العربية لا تتحقق عبر قرارات منفردة، وإنما بتوافق جماعي يضع القضية الفلسطينية في صلب الأولويات.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد أوضح أن جوهر الخطة هو منع تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن حديث الملك للإدارة الأميركية كان واضحًا ومعبّرًا عن موقف عربي موحد.
من جهته، أشار السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن الملك اعتمد أسلوبًا دبلوماسيًا حاسمًا في البيت الأبيض، مؤكداً موقف الأردن والعالم العربي الرافض لأي حلول تُفرض على حساب الفلسطينيين.
موقف عربي موحّد ضد الضغوط الدولية
الأحمد أكد أن حديث الملك في البيت الأبيض وضع العالم أمام مسؤولياته، حيث لم يعد بالإمكان تجاهل المواقف العربية الموحدة التي تدعو إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين.
وأضاف أن التنسيق الأردني الفلسطيني المشترك بلغ مستوى غير مسبوق، مما يعزز مناعة الموقف الفلسطيني أمام الضغوط الدولية.
الكاتب والمحلل السياسي المصري محمد حميدة لفت إلى أن الملك أرسل رسالة حاسمة بأن الدول العربية لن تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل فردي، بل وفق موقف موحد أمام المجتمع الدولي، معتبرًا أن ذلك يشكل نقطة قوة وليس ضعفًا، كما قد يروّج البعض.
الأردن يرفض التهجير.. ورسالة واضحة إلى واشنطن
أوضح السفير رخا حسن أن حديث الملك عن استقبال المرضى الفلسطينيين شكل مفاجأة للإدارة الأميركية، حيث أكد جلالته أن المملكة ستستقبل المرضى للعلاج فقط، وليس للتهجير، ما يعد رسالة قاطعة بأن الأردن لن يكون طرفًا في أي مخططات تهجير.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية لا تملك رؤية واضحة حول مستقبل غزة، لكن الموقف الأردني كان حازمًا ومبنيًا على خطة عربية ستُعلن قريبًا بقيادة مصر.
إعلام مضلل ومحاولات لزعزعة الموقف العربي
أكد حميدة أن بعض وسائل الإعلام حاولت تحريف تصريحات الملك، إلا أن ردوده في البيت الأبيض كانت امتدادًا لمواقفه المعلنة مسبقًا، التي ترفض أي حلول لا تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الحرب على غزة ليست عسكرية فقط، بل إعلامية وسياسية أيضًا، تهدف إلى شق الصف العربي وإضعاف جبهات المواجهة، مشددًا على أن موقف الملك أكد وحدة الصف العربي في مواجهة الضغوط الخارجية.
قمة عربية مرتقبة.. وتأكيد على الموقف الثابت
أوضح الأحمد أن تصريحات الملك لقيت صدى واسعًا في الأوساط العربية، وستنعكس على نتائج القمة العربية المقبلة، التي ستؤكد على مواقف الأردن والدول العربية الرافضة لأي مخططات تمس الحقوق الفلسطينية.
من جهته، أشار حميدة إلى أن خطة مصر لإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين، والتي تحدث عنها الملك، ستعلن قريبًا بعد استكمال المشاورات العربية، لتكون ردًا حاسمًا على أي محاولات لفرض حلول غير عادلة.
الرسالة واضحة: لا توطين، لا تهجير، لا حلول على حساب فلسطين أو الأردن
المملكة