“مع القائد”.. الحصن الإلكتروني للوطن في وجه الحملات المشبوهة

عمان بوست – بقلم م. صفوان العثامنه
في مرحلة دقيقة من تاريخ الأردن، عندما اشتدت الحملات الممنهجة لتشويه المواقف الوطنية ومحاولة التشكيك في القيادة الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، برزت مجموعة “مع القائد” كحائط صد وطني، يقف في وجه الفتن والتحريض، مسانداً للحق الأردني الثابت والراسخ. هذه المجموعة لم تكن مجرد تيار إلكتروني عابر، بل كانت صوتاً صادقاً ينقل نبض الشارع الأردني الحقيقي، بعيداً عن التشويه والتضليل الذي حاول البعض فرضه على الساحة الوطنية.
منذ اللحظة الأولى، أدركت مجموعة “مع القائد” أن الحرب ضد الأردن ليست فقط على الأرض، بل في الفضاء الإلكتروني أيضاً، حيث استغلت بعض الجهات المشبوهة وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والتحريض على الفوضى. الهتافات المشبوهة في الكالوتي ووسط البلد، الترويج لمغالطات حول المساعدات الأردنية، ونشر كذبة “الجسر البري”، وآخرها “التهجير”، كلها كانت محاولات لضرب الوحدة الوطنية وزرع الشكوك في نفوس الأردنيين. لكن “مع القائد” كانت لهم بالمرصاد، مفندةً الادعاءات، وكاشفةً الأجندات المشبوهة التي حاولت تشويه المواقف الأردنية الثابتة.
لم تكتفِ المجموعة بالتصدي للحملات الإلكترونية فقط، بل تحولت إلى أداة ضغط فاعلة على مؤسسات الدولة، خاصة الإعلامية منها، لتقوم بدورها الوطني الحقيقي. أدرك أعضاء المجموعة أن التغاضي عن حملات التشكيك، والصمت أمام التحريض، ليسا سوى خدمة غير مباشرة لمن أرادوا العبث بأمن الأردن واستقراره. لذلك، حملت المجموعة على عاتقها مسؤولية تنبيه المؤسسات الإعلامية إلى ضرورة التصدي لهذه الهجمات، وعدم الاستمرار في سياسة دفن الرأس في الرمال.
عندما قال جلالة الملك عبدالله الثاني “مش عيب عليهم؟!”، لم يكن ذلك مجرد تساؤل استنكاري، بل كان رسالة حاسمة تضع حداً لهذه المرحلة، وتدشن عهداً جديداً من الحزم في مواجهة كل من يتآمر على الأردن. تصريحات جلالته أكدت ما كانت تذهب إليه جهود مجموعة “مع القائد” طوال الفترة الماضية، وأثبتت أن الأردن لن يكون ساحة لأي أجندات خارجية، ولن يسمح بأي شكل من الأشكال بالمساس بأمنه واستقراره. لطالما رفع الأردنيون شعار “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”، ليس من باب التنصل من الواجب القومي، بل لترسيخ حقيقة سياسية ووطنية لا تقبل التأويل. الأردن كان وسيبقى داعماً للقضية الفلسطينية، مدافعاً عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين، لكن ذلك لا يعني السماح بتحويل الأردن إلى ورقة بيد أي طرف خارجي، أو أن يكون ساحة لتصفية الحسابات. العيب الحقيقي ليس في هذا الشعار، بل في من يأتمر للخارج ضد وطنه، ومن يحاول النيل من الأردن تحت ذرائع واهية.
اليوم، وبعد أن كشف خطاب الملك حقيقة المخططات التي استهدفت الأردن، يبقى الدور الذي قامت به مجموعة “مع القائد” مثالاً حياً على أن الدفاع عن الوطن ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو واجب على كل مواطن أردني غيور. هذه المجموعة لم تكن مجرد مبادرة إلكترونية، بل كانت تجسيداً حقيقياً للوعي الوطني، وإثباتاً أن الأردن، قيادةً وشعباً، لا يمكن اختراقه أو زعزعة أمنه واستقراره. في ظل المتغيرات والتحديات، يبقى الأردن شامخاً، قوياً بقيادته الهاشمية، ومحصناً بأبنائه الذين يدركون جيداً أن الولاء ليس مجرد كلمات، بل عقيدة صافية، ومواقف ثابتة ومبادئ لا تهتز. فكما قال سيدنا، “مش عيب عليهم؟!”، والأردنيون كلهم اليوم يرددون معه: نعم، ليس عيباً علينا أن ندافع عن وطننا، العيب على من خانه وتآمر عليه.