عمان بوست – أكدت الجمعية الفلكية الأردنية أن الحسابات الفلكية الدقيقة تُظهر استحالة رؤية هلال شوال لعام 1446 هـ بعد غروب شمس يوم السبت 29 مارس 2025، سواء بالعين المجردة أو التلسكوبات، رغم وجوده فوق الأفق.
وأوضح رئيس الجمعية عمار السكجي أن الاقتران المركزي (المحاق) سيحدث عند الساعة 1:58 ظهرًا بتوقيت الأردن، وعند غروب الشمس سيكون الهلال على ارتفاع 1.4 درجة فقط فوق الأفق، فيما تبلغ الزاوية بين القمر والشمس 2.2 درجة، ويستمر في السماء 10 دقائق فقط، بعمر لا يتجاوز 5 ساعات وبإضاءة تبلغ 0.1%، مما يجعله خافتًا جدًا وغير قابل للرصد.
وأشار إلى أن معايير الرصد الفلكي العالمية، مثل معيار البابليين، ومعيار البتاني، ومعيار شيفر، ومعيار دانجون وغيرها، تؤكد جميعها استحالة رؤية الهلال في هذه الظروف.
الهلال في العواصم العربية
أظهرت الحسابات الفلكية أن مدة مكث الهلال تختلف من دولة إلى أخرى، حيث سيبقى في السماء:
- 11 دقيقة في القاهرة
- 10 دقائق في القدس
- 7 دقائق في مكة المكرمة
- 18 دقيقة في مراكش
عوامل فلكية تجعل رؤية الهلال مستحيلة
وأكد السكجي أن هناك عدة عوامل فيزيائية وفلكية تمنع رؤية الهلال، أبرزها:
- الكتلة الجوية الكثيفة التي يتعين على ضوء الهلال المرور من خلالها عند الغروب، مما يؤدي إلى تشويهه.
- التشتت والامتصاص الضوئي، حيث يُمتص الضوء القادم من الهلال بسبب كثافة الغلاف الجوي.
- ظاهرة الانكسار الجوي، التي تجعل الهلال يبدو في موقع غير حقيقي وتؤدي إلى تشويهه.
- سطوع السماء عند الغروب، حيث يكون ضوء الغروب أقوى من إضاءة الهلال، مما يجعله غير مرئي.
- الشفافية الجوية، إذ تؤثر نسبة الرطوبة والغبار والغيوم في وضوح الهلال.
- الاضطرابات الحرارية، التي تؤدي إلى تشوه صورة الهلال بسبب تغير درجات الحرارة في الهواء.
التلسكوبات غير قادرة على رصد الهلال
وبيّن السكجي أن التلسكوبات الأرضية تواجه صعوبات كبيرة في رصد الهلال، حيث لم تُصمم لرصد الأجسام القريبة جدًا من الأفق، كما أن التلسكوبات الفضائية مثل “هابل” و”جيمس ويب” غير مهيأة لمثل هذه الأرصاد نظرًا لقرب الهلال من الشمس، مما قد يؤدي إلى إتلاف مستشعراتها الحساسة.
واقترح السكجي تطوير تلسكوبات شمسية متخصصة، مثل التلسكوب الشمسي “سوهو” (SOHO)، أو إطلاق تلسكوب في نقطة لاجرانج L2، حيث يكون بعيدًا عن تأثيرات الأرض وضوء الشمس المباشر، مما يسهل عمليات رصد الهلال مستقبلًا.
الجهة المخولة بتحديد موعد عيد الفطر
وأكدت الجمعية أن تحديد موعد عيد الفطر المبارك من اختصاص دائرة الإفتاء الأردنية، مشددة على أن دورها يقتصر على تقديم الحسابات الفلكية الدقيقة وفق المعايير العلمية المعتمدة.
