عمان بوست – توالت ردود الفعل الدولية والعربية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بتوقيع أمر تنفيذي يفرض رسومًا جمركية متبادلة على غالبية دول العالم، ما يفاقم التوترات التجارية ويهدد النمو الاقتصادي العالمي.
وأعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، مع زيادة الرسوم إلى 20% للاتحاد الأوروبي، في خطوة وصفها بأنها “استجابة متبادلة” لتوجهات تجارية مماثلة من الدول الأخرى، مبررًا ذلك بالقول: “ما يفعلونه بنا، نفعله بهم”. وأكد أن هذه الخطوة تمثل “أحد أهم الأيام في التاريخ الأمريكي”.
المفوضية الأوروبية: تهديد للاقتصاد العالمي
وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الرسوم الجمركية بأنها “ضربة موجعة للاقتصاد العالمي”، وأكدت استعداد الاتحاد الأوروبي للرد على هذه الرسوم بإجراءات مضادة في حال فشل المفاوضات. وقالت فون دير لاين: “نضع اللمسات الأخيرة على حزمة الإجراءات المضادة”، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي مستعد للخطوات التالية لحماية مصالحه في حال لم تسفر المفاوضات عن نتائج إيجابية.
الصين: تحذير من تصعيد خطير
في الصين، طالبت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة بإلغاء الرسوم الجمركية فورًا، مشيرة إلى أن الخطوة تتجاهل التوازن التجاري الذي تم التوصل إليه عبر سنوات من المفاوضات متعددة الأطراف. وأضافت الوزارة أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها، في الوقت الذي تزداد فيه احتمالية التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم.
إسبانيا: انتقاد للسياسات الأحادية
رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، وصف الرسوم الجمركية بأنها “هجوم أحادي الجانب” من الولايات المتحدة ضد أوروبا، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تمثل “عودة إلى الحمائية” في وقت عصيب. وأعلن سانشيز عن حزمة دعم تقدر بـ 14.1 مليار يورو لدعم القطاعات الإسبانية المتضررة.
ألمانيا: دعوة للمفاوضات
من جهته، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن الرسوم الجمركية الأمريكية “خاطئة جوهريًا”، إلا أنه أكد استعداد أوروبا لإجراء المزيد من المحادثات للتوصل إلى حل دبلوماسي يقلل من تصاعد التوترات التجارية.
بريطانيا: استعداد للتأثيرات الاقتصادية
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب عن اعترافه بتأثير الرسوم الأمريكية على الاقتصاد البريطاني، قائلاً إنه مستعد لمواصلة المفاوضات التجارية مع إدارة ترامب. وأكد أنه سيعمل من أجل تحقيق أفضل اتفاق لبريطانيا في هذا السياق.
فرنسا: تحذير من كارثة اقتصادية
أما رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو، فقد وصف الرسوم الجمركية بأنها “كارثة اقتصادية”، مشيرًا إلى تأثيرها السلبي على أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء، داعيًا إلى اتخاذ تدابير لحماية الأسواق العالمية من تداعيات هذه القرارات.
مع تزايد الانتقادات والتحديات من مختلف أنحاء العالم، يبقى أن نرى كيف ستتفاعل الولايات المتحدة مع هذه المواقف وتُفضي المفاوضات إلى تسوية تنهي حربًا تجارية قد تضر بالاقتصاد العالمي.
