التل يكتب : ليس حظرا للاسلام في بلد الجيش المصطفوي

عمان بوست – بقلم بلال حسن التل
يحاول البعض تصوير قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن وكأنه حظر للاسلام، وان الدولة والمجتمع الاردنيين خرجا من عباءة الإسلام، وتدثرا بعباءة العلمانية.
اصحاب هذا القول يخدمون جماعة الاخوان المسلمين من حيث ارادوا الضرر بها، من خلال تفديمها كحامية للاسلام وحافظة للهوية الاسلامية للمجتمع المسلم، وكان حصرهم حظر للاسلام، مع ان العكس هو الصحيح، فقد استغل الاخوان المسلمين لطبيعة التدين عند الغالبية الساحقة من الاردنيين، وايإمانهم بالاسلام الحقيقي الذي يقول( وجعلناكم امة وسط) ، استغل الاخوان هذه الطبيعة المتدينة التي يتصف بها الاردنيون، لتحقيق اهدافهم السياسية، وتأكيد حضورهم السياسي في بلدنا، فقد كانت غالبية الاردنيين تصوت للاخوان لأنهم (يصلون) ولانهم (يخافون الله) ، كما كان الاخوان يقدمون انفسهم، وليس على اساس برنامجهم السياسي. وكان الناس في الدائرة الانتخابية التي فيها مرشح متدين غير اخواني واخر اخواني، يصوتون لمن هو غير اخواني والشواهد على ذلك كثيرة. كذلك كان الاخوان يعتمدون في اختيارهم لمرشحيهم في معظم الحالات على البعد العشائري لهؤلاء المرشحبن، وليس على ثقلهم التنظمي الإخواني. اكثر من ذلك فان العدد الأكبر ممن تولوا مواقع المراقب العام للجماعة في الاردن كانوا ينتمون إلى عشائر اردنية وازنه.
أكثر من ذلك، وقبل ذلك فان الدولة الاردنية المعاصرة تاسست على مبادئ الثورة العربية الكبرى، التي قامت لحماية الخلافة الإسلامية، وقد اعلن قائدها الشريف حسين بن علي نفسه خليفة للمسلمين، بعد ان اعلن اتاتورك الغاء الخلافة في اسطنبول.
اكثر من ذلك ابضا، فان الشريف الحسين بن علي ضحى بعرشه على ان يضحي بقبلة المسلمين الاولى ومعراج نبيهم في القدس، التي كانت وصيته ان يدفن في مسجدها الاقثى. الذي استشهد على بوابته نجاله، مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية، عبدالله الاول. كما ان اية مراجعة لخطب ومواقف ملوك الاردن الهواشم ستؤكد مدى اعتزاهم بالاسلام ورسوله والانتماء إليهما، وهذا اهم اسباب رعايتهم لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن عندما كانت جماعة اسلامية دعوية تربوية، قبل أن تخرج عن هذا النهج، وتبالغ في هذا الخروج مما ادى إلى حظرها.
اكثر من ذلك واهم فان الجيش الاردني، يعتز بانه الجيش المصطفوي، الذي تنتشر في سراياه وكتائبه المساجد والمصليات، والمفتين الذين يعلمون منتسبيه تعاليم الإسلام الحقيقة، وهو الذي يتسابق منتسبة لأداء للاشتراك بمسابقات القرأن الكريم، التي تنظمها دائرة الافتاء في القوات المسلحة، كما يتسابقون لأداء فريضة الحج، ومناسك العمرة،على نفقة جيشهم، قدوتهم في ذلك قائدهم الاعلى.وهذا كله من اسرار اخلاص جيشنا لوطنهم وقيادتهم، مما يبطل دعاوي القائلين ان حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن، هو حظر للاسلام خاب فألهم.