بقلم محمد كريشان
عمان بوست – في عمق محافظة معان، بين تضاريس إقليم البتراء الساحر، تقع قرية دلاغة النائية، حيث يعيش أهلها واقعًا مؤلمًا تتراكم فيه ملامح الفقر والبطالة، ويتلاشى فيه الحلم بمستقبل أفضل. في دلاغة، لا متنزه للأطفال يملأ أوقاتهم فرحًا، ولا مكان للعائلات يلطف قسوة الحياة، مما ترك أثراً عميقًا في نفوس السكان الذين أنهكتهم الوعود التي لم تتحقق.
“نزهتنا مسؤوليتكم”.. حملة أمل وصرخة ألم
في محاولة لإحداث تغيير، أطلق ناشطو القرية حملة “نزلتها مسؤوليتكم”، متوجهين بنداء صريح إلى الجهات المعنية لتحمل مسؤوليتها تجاه تحسين واقع القرية. الحملة جاءت كصرخة جماعية، مطالبةً بحق بسيط: متنزه يضفي على الحياة بريقًا من الفرح.
انتشرت قصاصات الحملة في شوارع القرية، تحمل شعار الأمل والإصرار على التغيير. ولكن كما هي الحال في كثير من القرى المهمشة، تلاشت الأصوات خلف جدران البيروقراطية والتجاهل. تحول الحلم إلى أطلال، وأصبحت قصاصات “منتزه دلاغة” مجرد بقايا باهتة على جانبي الطرقات، شاهدةً على وعود ذهبت أدراج الرياح.
منتزه ولد ناقصًا.. وقرية تعاني
علق ناشطون عبر صفحات دلاغة على واقع القرية قائلين: “كما هو حال هذا المنتزه الذي ولد ناقصًا، فإن واقع دلاغة بأكمله يشبهه في البؤس والإهمال.”
ما كان من المفترض أن يكون متنفسًا للفرح للأطفال والعائلات، بات رمزا لخذلان مستمر. اليوم، تقف قصاصات حملة “نزلتها مسؤوليتكم” مهترئة، مغطاة بالغبار، تذكر الجميع بحلم قرية ينتظر الإنصاف.
نداء ينتظر الإجابة
مع كل نسمة هواء تحرك هذه الأوراق المهملة، يتردد في الأفق صوت نداء أهل دلاغة: “نزهتنا مسؤوليتكم”. نداء لا يزال ينتظر من يصغي إليه، في قرية باتت تسكن على هامش الحياة، تنتظر الخلاص من إهمال طال أمده.
دلاغة، القرية التي تطل على جمال البتراء، تستيقظ كل يوم على خيبات الأمل، وما زال أهلها يصرخون: “نحن هنا، حقوقنا ليست رفاهية.. إنها مسؤوليتكم.”
محمد حسين كريشان
17/01/2025
