المبعوث الأمريكي إلى دمشق يدعو لاتفاق “عدم اعتداء” بين سوريا وإسرائيل تمهيدًا لحوار مباشر

عمان بوست – دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إلى بدء حوار مباشر بين دمشق وتل أبيب، يبدأ باتفاق “عدم اعتداء” يمهد الطريق لتفاهمات أوسع، في أول زيارة رسمية له إلى العاصمة السورية منذ تعيينه، وبعد أيام من قرار الولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وجاءت دعوة باراك خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في دمشق، بعد رفعه العلم الأمريكي رسميًا فوق مقر إقامة السفير الأمريكي، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في خطوة رمزية تشير إلى استئناف العلاقات الثنائية بعد قطيعة دبلوماسية استمرت منذ عام 2012.

وقال باراك إن “المشكلة بين سوريا وتل أبيب قابلة للحل، وتبدأ بالحوار”، مؤكدًا أن اتفاق “عدم اعتداء” يمكن أن يشكّل نقطة انطلاق لتخفيف التوترات وفتح المجال أمام مفاوضات سياسية أوسع.
وأشار إلى أن قرار رفع العقوبات، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 13 أيار الجاري، يمثل “خطوة جريئة لدعم سوريا – أم الحضارات”، مؤكدًا التزام بلاده بمساندة الحكومة السورية الانتقالية، ونقل تحيات ترمب إلى القيادة السورية الجديدة.
وتأتي هذه التحركات في سياق تطورات سياسية متسارعة تشهدها سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، والتي أعقبتها موجة من الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية داخل البلاد، كان أحدثها في محيط القصر الرئاسي.

من جهته، أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في تصريحات سابقة، أن دمشق لا ترغب في التصعيد مع جيرانها، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. وكشف أن حكومته تُجري عبر وسطاء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، بهدف تهدئة الأوضاع وتفادي أي تصعيد جديد.
ويُنظر إلى زيارة باراك والتصريحات المرافقة لها باعتبارها تحولًا مهمًا في مسار العلاقة الأمريكية – السورية، وسط توقعات بمزيد من الانخراط الدبلوماسي الأمريكي في الملف السوري خلال المرحلة المقبلة.