إسرائيل تعترض صاروخًا أُطلق من اليمن وتلوّح بمزيد من الضربات على الحُديدة

عمان بوست – أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية، وذلك بعد يوم من شنّ غارات جوية استهدفت ميناء الحُديدة الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، ما أثار مخاوف إقليمية من تصعيد عسكري واسع.
وقال الجيش عبر حسابه على تطبيق “تلغرام” إنّه “تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، عقب انطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة داخل إسرائيل”.
وتزامن الهجوم مع قصف جوي شنّته إسرائيل على منشآت في ميناء الحُديدة غرب اليمن، في ثاني ضربة من نوعها خلال شهر. ووفق وزارة الدفاع الإسرائيلية، استُهدفت مواقع تابعة للحوثيين، من بينها معدات بناء وسفن، بحجة استخدامها في “أنشطة عدائية ضد إسرائيل”.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن “إسرائيل ستمنع بالقوة إعادة تأهيل أي بنى تحتية عسكرية دُمّرت في السابق”، مهددًا بأن “اليمن سيلقى مصير طهران”، في إشارة إلى الضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية.
وأكد مسؤول أمني حوثي لوكالة فرانس برس أن القصف دمّر رصيفًا في الميناء كان قد أُعيد بناؤه بعد قصف سابق، وألحق أضرارًا بآليات ثقيلة كانت مخصصة لأعمال الترميم.
وفي ردّ سريع، أعلن الحوثيون تنفيذ عملية بطائرات مسيّرة استهدفت عدة مواقع داخل إسرائيل، من بينها مطار اللد، ميناء أم الرشراش، مطار رامون، و”هدفا حيويًا” في أسدود، بحسب المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.
وقالت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إن أربع سفن تجارية كانت راسية في الميناء وقت الغارات، دون أن تسجّل أضرارًا.
ويأتي هذا التصعيد في ظل مخاوف إقليمية متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى صراع مفتوح. وقال مسؤول خليجي لفرانس برس، إن “الرياض قلقة من تحوّل الضربات الإسرائيلية إلى حملة شاملة ضد الحوثيين”، محذرًا من “فوضى إقليمية يصعب احتواؤها”.
بدورها، عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من التطورات. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن أنطونيو غوتيريش “قلق للغاية من الضربات المتكررة على الحُديدة واحتمالات التصعيد”، داعيًا الأطراف إلى ضبط النفس.
ومنذ أواخر 2023، كثّف الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر، وعلى إسرائيل، قائلين إنهم “يناصرون الشعب الفلسطيني في غزة”، بينما تردّ إسرائيل بغارات جوية على مواقع الجماعة في اليمن، ضمن ما تصفه بـ”الردع الاستباقي”.
ويشهد اليمن حربًا دامية منذ عام 2014 بين الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من البلاد، بينها العاصمة صنعاء.
أ ف ب