الخطيب يكتب: قطاع الطيران يحلّق عاليًا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني

عمان بوست – بقلم م. مدحت الخطيب

في زمنٍ تتسارع فيه التحديات وتشتد فيه المنافسة بين الدول لتكون مراكز إقليمية وعالمية للطيران والخدمات اللوجستية، يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ترسيخ مكانته على خريطة العالم، رافعاً سقف الطموحات، ومؤكداً أن هذا الوطن الصغير بحجمه، كبيرٌ برؤيته وإنجازاته.

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني  إلى مطار الملكة علياء الدولي لم تكن بروتوكولية، بل كانت إعلاناً جديداً بأن الأردن ماضٍ في طريقه نحو الريادة، حيث أطلق جلالته مشروعين حيويين يهدفان إلى تعزيز دور الأردن كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية والشحن الجوي، وتدريب الطيران وصيانة الطائرات.

لقد أدرك الأردن منذ سنوات أن الطيران ليس مجرد وسيلة نقل، بل صناعة متكاملة تقوم على المعرفة والتكنولوجيا والكوادر البشرية الماهرة. واليوم، بفضل الرؤية الملكية الثاقبة، أصبح قطاع الطيران وصيانة الطائرات واحداً من أبرز القطاعات التي يشار إليها بالبنان. فقد رسم الأردن اسمه بين الكبار، وأصبح أنموذجاً يحتذى في المنطقة، حيث تتقاطر شركات الطيران العالمية للاستفادة من خبراته، وتضع ثقتها في أيادٍ أردنية أثبتت أنها تضاهي خبرات أكبر مراكز الصيانة العالمية.

ولا يقف هذا الإنجاز عند حدود الطائرات وأجنحتها، بل يمتد إلى الإنسان الأردني نفسه؛ فالمشروعات الملكية تتزامن مع الاستثمار في الكفاءات الهندسية والفنية، تلك الطاقات الشابة التي جمعت بين العلم والتجربة، فخرجت أجيال من المهندسين والفنيين القادرين على تحويل الأردن إلى ورشة إقليمية متقدمة لصيانة الطائرات وتطويرها.

إن ما تحقق اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة نهج ملكي قائم على استباق المستقبل، وصياغة هوية وطنية عنوانها الريادة والثقة بالنفس. فمن مطار الملكة علياء الدولي، يبعث الملك عبدالله رسالة واضحة للعالم: الأردن ليس مجرد محطة عبور، بل هو مركز محوري للتجارة، والصناعة، والخدمات اللوجستية، والطيران.

بهذه المشاريع، ومع هذا الدعم الملكي المباشر، يواصل الأردن التحليق في سماء الإنجاز، مثبتاً أن الطموح لا تحده الجغرافيا، وأن الإرادة القوية قادرة على جعل بلد صغير بحجمه، كبيراً بأثره وحضوره بين الأمم.
م مدحت الخطيب رئيس قسم فحص المواد اللاإتلافية في الشركة الأردنية لصيانة محركات الطائرات
(JALCO)
Medhat_505@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى