مونديال السعودية 2034: درس ألمانيا القاسي وفرصة جديدة للتعلم

عمان بوست – تبقى النسخة الأخيرة من كأس العالم 2022 في قطر محفورة في الذاكرة، بتميزها على الأصعدة كافة: تنظيمًا، ملاعب، وجودة المباريات. إلا أن المنتخب الألماني لم يكن جزءًا من هذا الإبهار، بل سجل ظهورًا مخيبًا برغم احتجاجاته السياسية التي سلبت منه التركيز على أداء الفريق.
قبل انطلاق البطولة، كانت المنتخبات الأوروبية تخطط لارتداء شارة “قوس قزح” تضامناً مع قضايا حقوق الإنسان، وهو ما يتعارض مع القيم والعادات الدينية في الدول العربية، ومنها قطر. لكن “فيفا” تدخل محذرًا من ارتداء أي شارات غير معتمدة من قبل الاتحاد الدولي، مما أشعل فتيل الجدل بين المنتخبات والمجلس الكروي الأعلى.
في مباراته الأولى ضد اليابان، اختار المنتخب الألماني الاحتجاج على القرار بطريقة رمزية من خلال وضع لاعبيه أيديهم على أفواههم في لقطة مثيرة للجدل، مما جعل هذه الإشارة السياسية تهيمن على حديث البطولة وتظلم أداء الفريق.
لكن النهاية كانت محبطة، حيث ودع المنتخب الألماني مونديال قطر من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي، بعدما حل ثالثًا خلف اليابان وإسبانيا. هذا الفشل الذريع سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بموقفه السياسي الذي طغى على أداء اللاعبين.
بعد مرور عامين على تلك الأحداث، أقر قائد المنتخب الألماني، جوشوا كيميش، أن الفريق “لم يترك انطباعًا جيدًا” في قطر، مؤكداً أن التوجه السياسي لا ينبغي أن يكون جزءًا من سياسة المنتخب، بل من مهمات الجهات السياسية المختصة.
وعلى ضوء هذا، فإن كأس العالم في السعودية 2034 تمثل فرصة جديدة للمنتخب الألماني للتعلم من الأخطاء الماضية. فمواقف مثل تلك التي اتخذها الفريق في قطر قد تكون عائقًا أمام التركيز على المنافسات الرياضية بحتة. مع اقتراب النسخة القادمة من المونديال، يتعين على ألمانيا وكل المنتخبات أن تتجنب تكرار تلك الأخطاء، وتضع أمامها فقط هدف الفوز والانتصار.
كما قال كيميش نفسه: “أتمنى أن يركز اللاعبون في البطولة المقبلة على المنافسة الرياضية فقط، وأن يُقيّموا بناءً على أدائهم داخل الملعب وليس من خلال مواقف سياسية.”