غزة بعد الحرب: تحديات إعادة الإعمار تفوق التوقعات وتحتاج إلى استجابة دولية عاجلة

عمان بوست – مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب شاملة استمرت 15 شهرًا على قطاع غزة المحاصر، يواجه القطاع تحديات هائلة في إعادة الإعمار، في ظل دمار واسع النطاق طال البنية التحتية وكافة القطاعات الحيوية.
أرقام صادمة وحجم دمار غير مسبوق
تقديرات الأمم المتحدة تُظهر أن أكثر من 170,000 منزل تعرض لأضرار، فيما دُمر 40,000 وحدة سكنية بالكامل، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من العائلات. وتقدر تكلفة إزالة الركام، الذي يتجاوز 42 مليون طن، بنحو 1.2 مليار دولار، مع توقعات بامتداد العمل لأكثر من عقد.
قطاع غزة يعاني من انهيار شبه كامل للبنية التحتية؛ المستشفيات دُمرت جزئيًا أو كليًا، و68% من شبكة الطرق أصبحت غير صالحة. كما تعرضت نصف الأراضي الزراعية للتدهور، مع تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، ما أدى إلى تلوث خطير يهدد صحة السكان.
ضحايا بالجملة وكارثة إنسانية
الدمار لم يقتصر على المباني والمنشآت؛ فالعدد الرسمي للشهداء تجاوز 50,000، مع وجود آلاف الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض. أما القطاع الصحي، فقد خسر أكثر من 1,000 طبيب وعامل صحي، بينما دُمرت أكثر من 200 مدرسة، مما أوقف العملية التعليمية بشكل شبه كامل.
التحديات الاقتصادية والسياسية
حصار غزة المستمر يعوق وصول المواد الأساسية، فيما يظل الوضع الاقتصادي في حالة انهيار كامل، مع تدمير المصانع والأسواق. وعلى الصعيد السياسي، تبدو استمرارية الهدوء مرهونة بمدى التزام الأطراف الدولية والإقليمية بتحقيق الاستقرار.
مليارات الدولارات لإعادة الإعمار
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة إعمار غزة ستتطلب مليارات الدولارات وجهودًا طويلة الأمد. ومع ذلك، تظل الإرادة السياسية والدعم الدولي عوامل أساسية في تسريع عملية التعافي وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.
الرسالة الإنسانية
في ظل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، يبرز نداء عاجل للمجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه غزة. إعادة الإعمار ليست مجرد ضرورة مادية، بل واجب أخلاقي وإنساني لإنقاذ أكثر من مليوني نسمة يعيشون في ظروف قاسية، آملين في حياة كريمة ومستقبل أفضل.