عمان بوست – في جلسة حوارية حاشدة، استعرض المنتدى الاقتصادي الأردني واقع السياحة في مدينة البترا الأثرية، ناقش خلالها فارس البريزات، رئيس سلطة إقليم البترا، التحديات غير المسبوقة التي تواجه المدينة السياحية الأكثر شهرة في الأردن. جاء اللقاء بمشاركة رئيس المنتدى مازن الحمود وحضور عدد من أعضاء المجلس والهيئة العامة.
البريزات أكد أن السياحة في البترا شهدت تراجعاً حاداً بنسبة 74% في عدد الزوار الأجانب خلال عام 2024، ما انعكس سلباً على الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن الخسائر طالت قطاعات عدة مثل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي، حيث تم إغلاق 14 فندقًا، وتوقف 478 عاملًا عن العمل. وقال: “هذه الأزمة أثرت فينا اقتصاديًا واجتماعيًا، ونحن بحاجة لتطوير استراتيجيات جديدة”.
وفيما يخص الجهود التي بذلتها السلطة، أشار البريزات إلى نجاحها في إنهاء استغلال 309 كهوف بشكل غير قانوني داخل البترا، بالإضافة إلى ضبط 154 مخالفة أخرى، مثل البسطات غير المرخصة وسوء استخدام الحيوانات.
وأشار إلى أن التعاون مع السعودية قد يفتح أفقًا جديدًا لتعزيز التكامل السياحي بين البترا والعلا، مما يعزز السياحة الإقليمية ويعزز المنتج السياحي المشترك. وأكد أن هذا التعاون يمكن أن يسهم في دعم التسويق الدولي للبترا وتطوير سياحة دينية وثقافية متنوعة، والتي تعتبر فرصًا غير مستغلة حتى الآن.
وفي ضوء أزمة السياحة، دعا البريزات إلى تنويع المنتجات السياحية وتوسيع الأسواق السياحية، مع التركيز على السياحة الدينية، التي تضم 52 موقعًا إسلاميًا وخمسة مواقع مسيحية معترف بها من الفاتيكان. كما طرح فكرة استثمار الطبيعة الأردنية لزيادة سياحة الاستشفاء والتعافي، متحدثًا عن الإمكانات الفريدة في مناطق مثل وادي رم وجرش.
ورغم هذه التحديات، استعرض البريزات المستقبل الواعد لقطاع الفنادق في البترا، حيث تم التخطيط لزيادة عدد الغرف الفندقية من 3700 إلى 6000 غرفة بحلول عام 2026. وأكد أن هذه الاستثمارات تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
في ختام الجلسة، تم التأكيد على أهمية استدامة السياحة في البترا باعتبارها شريانًا حيويًا للاقتصاد الأردني، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التسويق الدولي للبترا، وتطوير البنية التحتية، بما يساهم في مواجهة التحديات وتحقيق التوازن بين الحفاظ على الإرث الثقافي وزيادة العوائد الاقتصادية للأردن.
