إدارة ترامب تستهدف موظفي “الوكالة الأميركية للتنمية” وتوقف مساعدات إنسانية حيوية

عمان بوست – في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرابة 60 من كبار مسؤولي “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” عن العمل، ضمن عملية إعادة هيكلة شاملة للمساعدات الخارجية تماشيًا مع سياسة “أميركا أولًا”.
“مذبحة بيروقراطية”
وصفت مصادر داخل الوكالة الإجراء بـ”مذبحة بعد ظهر الاثنين”، حيث شمل القرار موظفين مخضرمين من مختلف المكاتب، بينهم خبراء في مجالات الطاقة، المياه، التعليم، والتكنولوجيا الرقمية. وأكد فرانسيسكو بنكوسمي، الذي شغل منصب مسؤول سياسة الوكالة تجاه الصين، أن “القرار يقوض الأمن القومي ويمنح أعداء أميركا فرصة لتعزيز نفوذهم”.
تهديد للأمن الإنساني العالمي
في السنة المالية 2023، خصصت الولايات المتحدة 72 مليار دولار للمساعدات الخارجية، ما يمثل 42% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تابعتها الأمم المتحدة في 2024. ومع قرار الإدارة الجديدة بوقف المساعدات لمدة 90 يومًا، تواجه هذه البرامج خطر التوقف، باستثناء المساعدات الغذائية الإنسانية الطارئة.
تحذيرات أممية وضغوط داخلية
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوة إلى واشنطن لإعادة النظر في القرار، محذرًا من تأثيره الكارثي على ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات في مكافحة الأوبئة، الحصول على مياه نظيفة، وتعزيز الرعاية الصحية الأساسية.
سياسة “التحول القسري”
أفادت مذكرة داخلية بأن الإدارة الجديدة اعتبرت إجراءات الوكالة مخالفة للأوامر التنفيذية والتفويض الشعبي، ما أدى إلى إيقاف الموظفين بـ”إجازة إدارية مدفوعة الأجر” حتى استكمال التحقيق. وشدد القائم بأعمال مدير الوكالة، جيسون جراي، على أن القرار يأتي في إطار “تحليل شامل” لإعادة صياغة دور الوكالة عالميًا.
انعكاسات القرار
قرار إدارة ترامب يُعد جزءًا من حملة أوسع لإعادة تشكيل البيروقراطية الفيدرالية، وسط اتهامات باستهداف الموظفين غير الموالين سياسياً. وبينما تتصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية، يبقى مستقبل المساعدات الأميركية مرهونًا برؤية الإدارة الجديدة لتحالفاتها وأولوياتها الاستراتيجية.
رويترز