عالمي بوستعربي ودولي

قمة حاسمة في بروكسل.. أوروبا وبريطانيا والناتو في سباق لتعزيز الإنفاق الدفاعي

عمان بوست – في ظل تصاعد التهديدات الروسية وضغوط دونالد ترامب المتزايدة، يجتمع اليوم قادة الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء البريطاني، وأمين عام حلف الناتو في بروكسل، لبحث سبل تعزيز الإنفاق الدفاعي، وسط مخاوف من بطء التسليح الأوروبي واحتمال استهداف القارة العجوز بهجوم مستقبلي.

سابقة ثلاثية تاريخية.. والملف العسكري على الطاولة

تُعد هذه القمة غير مسبوقة، فهي الأولى التي يعقدها قادة الاتحاد الأوروبي منذ تولي الرئيس الأميركي السابع والأربعين منصبه، كما أنها المرة الأولى التي يُخصص فيها اجتماعهم بالكامل للملف الدفاعي، بالإضافة إلى كونها أول قمة يشارك فيها زعيم بريطاني منذ خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل ثلاث سنوات، ضاعفت الدول الأوروبية ميزانياتها العسكرية، لكنها لا تزال متأخرة في التسلح، ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات المقبلة.

ترامب يفرض معادلة جديدة.. “أوروبا لم تعد تحت الحماية الأميركية”

عودة ترامب إلى البيت الأبيض أضافت بعدًا أكثر تعقيدًا للنقاش، حيث يواصل الضغط على حلفائه الأوروبيين لرفع الإنفاق العسكري إلى ما لا يقل عن 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم يرى كثيرون أنه غير واقعي.

كما تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بـ”إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة“، ما أثار مخاوف في أوروبا من إجبار كييف على اتفاق مجحف. ولم تقتصر تهديدات ترامب على الملف العسكري، بل امتدت إلى ملفات تجارية شائكة، حيث فرض مؤخرًا رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية، و10% على المنتجات الصينية، ملوحًا بأن أوروبا ستكون التالية.

500 مليار يورو.. فاتورة التسلح الأوروبي في العقد المقبل

تُقدّر بروكسل أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استثمار 500 مليار يورو إضافية في القطاع الدفاعي خلال السنوات العشر القادمة. وفي هذا السياق، دعت 19 دولة أوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، بنك الاستثمار الأوروبي لتوفير تمويل إضافي لإعادة التسلح.

وفي خطاب حاسم أمام المجلس الأوروبي، من المتوقع أن يؤكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن على أوروبا “مضاعفة جهودها لسحق آلة بوتين الحربية”، خصوصًا في ظل ضعف الاقتصاد الروسي.

هل ستنجح أوروبا في كسب سباق التسلح قبل فوات الأوان؟ أم أن الخلافات الداخلية والتحديات الاقتصادية ستؤجل المواجهة الحتمية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى