قوات الدعم السريع توقع ميثاقًا لتشكيل حكومة موازية وسط تصاعد الانقسامات في السودان

عمان بوست – وقّعت قوات الدعم السريع، مساء السبت، ميثاقًا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها، بهدف تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في خطوة تعكس تعمّق الانقسام في السودان بعد قرابة عامين من الحرب الأهلية.
وأكد السياسيان السودانيان الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني، وهما من الموقعين على الميثاق، أن الحكومة الجديدة سيتم الإعلان عنها رسميًا من داخل السودان خلال الأيام المقبلة.
ومن بين الموقعين على الاتفاق، عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، الذي يسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان ويدعو منذ سنوات لاعتماد نظام حكم علماني في البلاد.
ووفقًا لنص الميثاق، يلتزم الموقعون بإقامة دولة “علمانية وديمقراطية وغير مركزية” بجيش وطني موحد، مع احتفاظ الجماعات المسلحة بحقها في البقاء، مؤكدين أن هدف الحكومة الجديدة هو الحفاظ على وحدة البلاد وإنهاء الحرب، وهي مهام فشلت الحكومة المدعومة من الجيش، والمتمركزة في بورتسودان، في تحقيقها.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات دولية بارتكاب انتهاكات جسيمة، دفعت الولايات المتحدة لفرض عقوبات عليه مطلع العام الجاري.
وكان حميدتي قد شارك في تقاسم السلطة مع الجيش والسياسيين المدنيين بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019، قبل أن ينقلب الطرفان على الحكومة المدنية في 2021، ما أدى إلى اندلاع الحرب بينهما بسبب الخلاف حول دمج القوات خلال المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية.
وأُقيمت مراسم توقيع الميثاق في العاصمة الكينية نيروبي وسط سرية مشددة، ما أثار انتقادات من السودان، إلى جانب اعتراضات داخلية في كينيا على الرئيس وليام روتو بسبب تدخله في الأزمة السودانية، مما قد يجر بلاده إلى صراع دبلوماسي مع الخرطوم.
وتأتي هذه التطورات في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدت الحرب إلى دمار واسع النطاق ودفع نصف سكان السودان إلى حافة المجاعة، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة.
رويترز