عمان بوست – في خطاب ناري أمام الكونغرس الأميركي، أكد الرئيس دونالد ترامب أن “أميركا عادت”، مشدداً على أن الحلم الأميركي “لا يمكن إيقافه”، وذلك في ظل انقسام حاد داخل المجلس، يعكس التوترات السياسية المتصاعدة منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
وبعد مرور ستة أسابيع على بدء ولايته الثانية، افتتح ترامب خطابه بعبارة واثقة: “أميركا عادت”، مضيفاً: “الحلم الأميركي أصبح أكبر وأقوى من أي وقت مضى… لا يمكن إيقافه، وبلادنا على وشك تحقيق نهضة غير مسبوقة لن يشهد العالم مثيلاً لها مجدداً”. واستمر خطابه لمدة ساعة و40 دقيقة، مسجلاً رقماً قياسياً كأطول خطاب رئاسي في تاريخ الكونغرس.
توترات داخل القاعة
مع بداية كلمته، واجه ترامب احتجاجات صاخبة من بعض النواب الديمقراطيين، الذين قاطعوه بهتافات استهجان ورفعوا لافتات تندد بسياساته. ومع تصاعد الفوضى، هدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بطرد المعترضين، إلا أن النائب آل غرين من تكساس رفض الانصياع، ملوحاً بعصاه في وجه ترامب، قبل أن يتم إخراجه من القاعة في مشهد نادر داخل الكابيتول.
على الجانب الآخر، قوبل ترامب بعاصفة من التصفيق والهتافات الحماسية من الجمهوريين الذين رددوا “يو إس إيه! يو إس إيه!”.
وفي معرض دفاعه عن سياساته، قال ترامب: “أنجزنا خلال 43 يوماً أكثر مما حققته إدارات سابقة في أربع أو ثماني سنوات، وما زلنا في البداية”. ولم يضيع الفرصة لمهاجمة خصومه الديمقراطيين، قائلاً: “مهما فعلت، لن يرضوا أبداً… إنه أمر مؤسف حقاً”.
التصعيد التجاري والرسوم الجمركية
دافع ترامب بشدة عن استراتيجيته الاقتصادية، معترفاً بأن الرسوم الجمركية التي فرضها على عدة دول قد تؤدي إلى “بعض الاضطرابات”، لكنه شدد على أنها ستجعل أميركا “أقوى وأغنى”.
وقال: “الرسوم ليست مجرد أداة لحماية الوظائف، بل هي وسيلة لحماية روح الأمة”، محذراً من أن الشركات التي لا تصنع منتجاتها داخل الولايات المتحدة ستواجه تعريفات “باهظة”. كما هاجم الاتحاد الأوروبي وكندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية، متهماً إياها بممارسات تجارية “غير عادلة”.
وأعلن أن بلاده ستفرض اعتباراً من 2 أبريل تعرفات جمركية مماثلة لتلك التي تواجهها، متوقعاً أن تدر مليارات الدولارات وتخلق فرص عمل جديدة.
ملفات أمنية: العصابات وغرينلاند وبنما
في سياق حديثه عن الأمن القومي، توعد ترامب بشن “حرب لا هوادة فيها” ضد عصابات المخدرات المكسيكية، معتبراً أنها “تهديد مباشر للأمن القومي”. وأضاف: “إذا كانوا يشنون حرباً على أميركا، فقد حان الوقت لأميركا أن تشن حرباً عليهم”.
كما أعاد ترامب إحياء رغبته في السيطرة على غرينلاند، الإقليم الدنماركي، قائلاً: “نحن بحاجة إلى غرينلاند لضمان الأمن الدولي، وسنحصل عليها… بطريقة أو بأخرى”.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن أن الولايات المتحدة بدأت باستعادة السيطرة على قناة بنما، بعدما أبرمت شركة من هونغ كونغ اتفاقاً لشراء ميناءين استراتيجيين عند طرفي القناة. وقال: “نحن في طور استعادة قناة بنما… وسنستعيدها بالكامل”.
تصعيد غير مسبوق
بهذا الخطاب الحاد والمشحون، أرسل ترامب رسائل واضحة إلى الداخل والخارج، مفادها أن ولايته الثانية ستكون عنواناً لمزيد من المواجهات، سواء على الساحة السياسية الأميركية أو في الملفات الاقتصادية والأمنية الدولية.
