عالمي بوستعربي ودولي

زيلينسكي يرفض اقتراح بوتين هدنة قصيرة: “ليست جادة بل أداء مسرحي”

عمان بوست– رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن هدنة قصيرة من 8 إلى 10 أيار/مايو، تزامنًا مع احتفالات موسكو بذكرى انتصارها في الحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن هذه المبادرة لا تمثل نية حقيقية للتفاوض، بل “أداء مسرحي” يفتقر إلى الجدية.

وقال زيلينسكي خلال حديث مع صحفيين مساء الجمعة، إن “ثلاثة أو خمسة أيام ليست كافية للتوصل إلى خطة لوقف الحرب أو حتى مناقشتها بجدية”. وأضاف: “أحد لن يساعد بوتين على الخروج من عزلته في التاسع من أيار، ولا على تهيئة أجواء آمنة لضيوفه في الساحة الحمراء”.

في المقابل، قال الكرملين إن الاقتراح يهدف لاختبار استعداد كييف للسلام، مشيرًا إلى أن هدنة عيد الفصح التي أعلنتها موسكو في نيسان/أبريل أسفرت عن تراجع نسبي في القتال رغم خروقات من الجانبين.

ورغم عدم إعلان زيلينسكي رسميًا رفض الهدنة، فإن كييف تصرّ على “وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار” كشرط مسبق لأي محادثات، بينما تواصل موسكو التأكيد على استعدادها للتفاوض دون أن تُبدي التزامًا واضحًا بهدنة طويلة الأمد، مبررة ذلك بخشيتها من أن تستغل أوكرانيا التوقف لإعادة تسليح نفسها بدعم غربي.

جدل دبلوماسي وتحذيرات أمنية

من المنتظر أن تستضيف موسكو في احتفالاتها هذا العام نحو 20 زعيمًا من دول حليفة، أبرزهم الرئيس الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة من كازاخستان وبيلاروس وكوبا وفنزويلا.

زيلينسكي أشار إلى أن بلاده لا يمكنها ضمان أمن هؤلاء القادة، قائلاً: “لا نعلم ما الذي قد تفعله روسيا في هذا اليوم، وربما تُفتعل أحداث ثم تُحمّلنا المسؤولية”.

وردّت الخارجية الروسية على تصريحاته، واعتبرت على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن كلام زيلينسكي “يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة المشاركين في احتفالات النصر”.

ويرى مراقبون في أوكرانيا أن إعلان الهدنة ما هو إلا محاولة من موسكو لحماية احتفالاتها من أي هجمات أوكرانية، خصوصًا بعد تصاعد وتيرة الضربات بالطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع داخل روسيا.

تحرّك أميركي ولقاء زيلينسكي – ترامب

على الصعيد الدولي، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يدعم وقفًا دائمًا لإطلاق النار، لا مجرد هدنة مؤقتة كما تقترح موسكو.

وكان زيلينسكي قد التقى ترامب في الفاتيكان أواخر نيسان، وعلّق على اللقاء بالقول: “كانت المحادثة قصيرة لكنها الأكثر جدوى مقارنة باللقاءات السابقة”.

وبعد اللقاء، أُعلن عن توقيع اتفاق بين واشنطن وكييف يسمح للشركات الأميركية بالدخول إلى السوق الأوكرانية في مجالات الطاقة والتعدين، عبر صندوق استثمار مشترك، وُصف بأنه أكثر توازنًا من النسخ السابقة التي كانت كييف قد رفضتها. إلا أن الاتفاق لا يتضمن التزامات أمنية أميركية مباشرة.

تصعيد ميداني

في الميدان، تجدد تبادل الضربات الجوية ليل الجمعة – السبت، حيث أدت هجمات روسية بطائرات مسيّرة إلى إصابة 51 شخصًا في مدينة خاركيف، شمال شرق أوكرانيا.

وفي المقابل، أعلنت السلطات الروسية عن تعرض منطقة كراسنودار، وخصوصًا ميناء نوفوروسييسك، لهجوم أوكراني مكثف بالطائرات المسيّرة، أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بجروح.

أ ف ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى