عالمي بوستعربي ودولي

تصعيد غير مسبوق.. غارات إسرائيلية عنيفة تهز دمشق ومحيطها وتدمر مراكز عسكرية استراتيجية

عمان بوستعاشت العاصمة السورية دمشق ومحيطها فجر الثلاثاء على وقع انفجارات ضخمة، ناتجة عن غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية حساسة وبنية تحتية استراتيجية، في إطار حملة جوية هي الأكبر من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وأكدت مصادر محلية ودولية أن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات مكثفة، رافقها تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع في أجواء العاصمة السورية، وسط توتر غير مسبوق في المشهد الميداني.

دمشق تحت القصف.. تدمير قواعد ومطارات عسكرية
وفقًا لمصادر سورية ميدانية، استهدفت الغارات الإسرائيلية كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق، ما أدى إلى تدمير عشرات المروحيات والمقاتلات الحربية داخل مطار المزة العسكري، أحد أبرز المواقع العسكرية للنظام السابق.

وتوسعت رقعة القصف لتشمل مقر الفرقة الرابعة والفرقة 105 التابعة للحرس الجمهوري، إلى جانب مواقع عسكرية غربي العاصمة.

وفي درعا جنوب سوريا، لم يكن المشهد مختلفًا، حيث قصفت إسرائيل مقرات عسكرية استراتيجية، بينها مقر اللواء 132، وتم استهداف أغلب مخازن الأسلحة في تلك المواقع.

250 هدفًا في مرمى إسرائيل منذ سقوط الأسد
وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي استهدف أكثر من 250 موقعًا عسكريًا داخل سوريا منذ انهيار نظام بشار الأسد، في واحدة من أكبر عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في تاريخه.

وأوضح المصدر أن الهجمات طالت قواعد جوية، طائرات مقاتلة، أنظمة صواريخ أرض-جو، منشآت إنتاج أسلحة، مستودعات صواريخ أرض-أرض، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتردد في مواصلة ضرب ما وصفه بـ”الأسلحة الاستراتيجية”، التي قد تقع في أيدي الجماعات المسلحة.

وقال المصدر الإسرائيلي إن الهجمات الإسرائيلية ستتواصل في الأيام المقبلة، مع التركيز على القضاء على أي تهديد قادم من الجبهة السورية.

رسائل نارية.. تل أبيب ترسم “خطوطًا حمراء” جديدة في سوريا
تتزامن هذه الغارات المكثفة مع تحول جذري في المشهد السوري بعد انهيار نظام الأسد، حيث تسعى إسرائيل إلى رسم معادلة جديدة على الأرض، تعتمد على منع أي قوة معادية من استغلال الفوضى الحالية.

وقالت رويترز، نقلًا عن مسؤولين أمنيين سوريين، إن البنية العسكرية السورية تعرّضت لأضرار جسيمة، حيث دُمرت قواعد جوية رئيسية، وعشرات الطائرات المقاتلة والمروحيات.

تحركات إسرائيلية على الأرض.. تعزيزات عسكرية على حدود الجولان
في سياق متصل، عززت إسرائيل وجودها العسكري في الشريط الحدودي مع سوريا، حيث دفعت بقوات برية ودبابات داخل المناطق الحدودية السورية.

وأفادت تقارير ميدانية بأن القوات الإسرائيلية توغلت داخل الأراضي السورية بعمق 3 كيلومترات، وسيطرت على مناطق الحميدية، الرواضي، القحطانية، الرويحينا، بئر عجم، والرفيد، وصولًا إلى المثلث الحدودي بين سوريا والأردن وإسرائيل.

تحذيرات إسرائيلية و”خطوط حمراء” جديدة
أوضح مسؤولون إسرائيليون أن الضربات الأخيرة جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى منع نقل الأسلحة المتطورة إلى الجماعات المسلحة في سوريا، والتي قد تُستخدم ضد إسرائيل في المستقبل.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي، إن اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974 “لم تعد قائمة”، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستفرض واقعًا أمنيًا جديدًا في المنطقة.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن كل الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ كروز، والصواريخ بعيدة المدى، ستصبح أهدافًا مشروعة، في إشارة إلى استراتيجية “عدم التسامح” مع بقاء أسلحة كهذه في سوريا.

ما وراء الغارات؟
تسعى إسرائيل إلى تعزيز سيطرتها على الأرض، وتأمين جبهة الجولان المحتل، وسط تغيير جذري في التوازنات الإقليمية.

الخطوة الإسرائيلية تضع عدة أطراف إقليمية في مأزق، خاصة إيران وروسيا، اللتين تحاولان الحفاظ على نفوذهما العسكري والسياسي في سوريا.

سوريا بين الأنقاض.. مرحلة جديدة من الصراع
تُشير هذه التطورات إلى أن المعركة لم تنتهِ بسقوط الأسد، بل بدأت معركة جديدة للسيطرة على سوريا. فبينما تسعى إسرائيل إلى تحصين أمنها عبر الضربات الاستباقية، تبرز تركيا وإيران وروسيا كأطراف تسعى إلى المحافظة على مناطق نفوذها في الأراضي السورية.

ويبقى السؤال المطروح:
هل ستتوقف إسرائيل عند تدمير الأسلحة الاستراتيجية، أم أنها تتجه إلى فرض هيمنة عسكرية طويلة الأمد على الحدود السورية؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم خريطة السيطرة الجديدة على سوريا، في ظل سباق محموم بين القوى الإقليمية والدولية.

رويترز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى