الأمم المتحدة: 376 ألف فلسطيني يعودون إلى شمال غزة وسط ظروف قاسية

عمان بوست – كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) عن عودة أكثر من 376 ألف فلسطيني إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وظهر الثلاثاء، في وقت تسود فيه الأوضاع الإنسانية والإنقاذية مشهدًا مأساويًا.
وأوضح المكتب أن نصف هؤلاء النازحين هم من الرجال، في حين يمثل ربعهم من النساء والربع الأخير من الأطفال، في إحصائية تبرز التوزيع الديمغرافي للنازحين. وذكر المكتب أن العديد من هؤلاء كانوا قد أُجبروا على مغادرة منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي، ليواجهوا الآن رحلة العودة في ظروف قاسية، حيث تُعتبر فئات معينة منهم – مثل النساء الحوامل أو المرضعات، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، والقاصرين غير المصحوبين بذويهم – الأكثر ضعفًا أثناء التنقل عبر المسافات الطويلة سيرًا على الأقدام.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة حماس أن 300 ألف نازح قد عادوا إلى شمال القطاع بعد سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم بالعودة صباح الإثنين، حيث تم عبورهم عبر محاور رئيسية مثل محور “نتساريم” وشارع الرشيد الساحلي، بعد خضوعهم لتفتيش أمني مكثف.
عودة مليوني لاجئ فلسطيني.. هل هي خطوة نحو المفاوضات أم مسرح آخر للتدمير؟
في وقت حساس من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، يشير مراقبون إلى أن عودة الفلسطينيين إلى مناطق الشمال قد تكون بمثابة محطة مؤقتة في رحلة الأمل والدمار المستمرة. حيث يُنتظر أن تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد 16 يومًا من سريان الاتفاق، وسط ترقب عالمي حيال مصير آلاف الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في تبادل الأسرى المقرر.
وفي هذا السياق، يشير اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني الماضي، إلى أن المفاوضات المقبلة ستحدد مصير القطاعات الأكثر تضررًا من الحرب، حيث تستمر الآمال في أن تسفر عن نهاية للعنف والتدمير الذي لحق بأرواح الأبرياء، على أن يستمر الاتفاق لمدة 3 مراحل، كل منها 42 يومًا.
حرب على الجغرافيا والبشر
في ظل هذه الأحداث، يبقى السؤال الأهم: هل ستظل غزة ساحة قتال بين القوى الكبرى، أم ستنقلب هذه العودة الجماعية إلى مرحلة جديدة من الاستقرار أو بداية لمفاوضات سلام؟
أ ف ب