في ذكرى الاستقلال الـ79.. الأردن يعزّز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بنهج شمولي وتمكين سياسي واجتماعي
عمان بوست – تزامنًا مع الذكرى الـ79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يواصل الأردن ترسيخ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في إطار انتقال نوعي من الرعاية التقليدية إلى نهج حقوقي شامل، مدعوم بإرادة سياسية وتشريعات متقدمة.
وسجّل الأردن محطات بارزة في هذا المجال، من أبرزها إقرار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017، وتعديل الدستور عام 2022 لتكريس مبادئ حقوق الإنسان، إلى جانب إدراج بنود صريحة في قانون الأحزاب تضمن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية.
وأكدت العين آسيا ياغي، رئيسة لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة في مجلس الأعيان، أن المملكة كانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن التشريعات الأخيرة عززت الحماية القانونية لهذه الفئة، فيما تبقى الخطوة الأهم تحويل هذه القوانين إلى ممارسات ملموسة على أرض الواقع.
وجاءت مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العالمية الثالثة للإعاقة في برلين تأكيدًا على التزام الأردن بالشمول والتمكين، حيث شدّد جلالته على أن الشمولية تتعدى توفير الوصول إلى المرافق، لتشمل الاعتراف بإمكانات الأفراد وتمكينهم.
وشكّلت القمة محطة دولية مهمة تبنّت “إعلان عمّان – برلين”، الذي ينص على تخصيص 15% من البرامج الإنمائية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وقدّمت 88 جهة أردنية 133 التزامًا في هذا الإطار.
من جانبه، أشار رئيس جمعية النهضة للأشخاص ذوي الإعاقة، صالح الشرفات، إلى التحول الذي شهده الأردن من النهج الطبي إلى النهج الحقوقي، مؤكدًا أن تأسيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والاستراتيجيات الوطنية المتعددة ساهمت في تعزيز الدمج المجتمعي.
أما الناشط محمد الحوامدة، فاعتبر أن اشتراط وجود شخص من ذوي الإعاقة ضمن مؤسسي الأحزاب يشكل نقلة نوعية، انعكست على مشاركة فاعلة في الانتخابات الأخيرة، وترشّح عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن القوائم الحزبية، ما ساهم في تحسين الترتيبات التيسيرية داخل مراكز الاقتراع.
وأشار الحوامدة إلى أن إنشاء الأكاديمية الملكية للتعليم الدامج يمثل خطوة حقيقية نحو تطبيق قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ما سيسهم في رفع نسب الالتحاق بالتعليم وتعزيز فرص الدمج.
ويؤكد هذا التقدم التزام الأردن بنهج تنموي وإنساني، يكرّس العدالة والمساواة، ويترجم رؤية القيادة الهاشمية في صون كرامة الإنسان وتعزيز مشاركته في مختلف ميادين الحياة.
بترا
