توقعات بتثبيت الفائدة الأميركية وسط توترات الشرق الأوسط وتصعيد في الرسوم الجمركية

عمان بوست – يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه اليوم الأربعاء، في ظل مؤشرات على تباطؤ اقتصادي داخلي، ومخاطر تضخمية محتملة ناجمة عن تصعيد الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين إسرائيل وإيران لليوم السادس على التوالي، وسط تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية تدخل بلاده عسكريًا، وهو ما قوبل بتحذير مباشر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

ورغم حدة التصعيد، لم ترتفع أسعار النفط سوى بنحو 10% لتصل إلى 77 دولارًا للبرميل، وهي نسبة أقل بكثير من مستوياتها القياسية التي تجاوزت 120 دولارًا خلال الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، والتي شكلت آنذاك صدمة كبيرة لأسواق الطاقة وأسهمت في توجه الفيدرالي نحو رفع الفائدة.

ومع ذلك، يبقى خطر تقلبات أسعار الطاقة قائمًا، إذ رجّح محللو “جولدمان ساكس” أن تنخفض أسعار النفط في الأشهر المقبلة في حال استقرار الأوضاع، لكنهم حذروا من تجاوزها حاجز 100 دولار للبرميل إذا طال أمد تعطل الإنتاج أو عمليات الشحن في المنطقة.

يُذكر أن أزمات النفط في سبعينيات القرن الماضي كانت من أبرز العوامل التي فجّرت موجات تضخم عنيفة في الولايات المتحدة، ما يعزز من حساسية الفيدرالي تجاه أي ارتفاع طويل الأمد في أسعار الطاقة، رغم كون الولايات المتحدة حاليًا مصدرًا صافيًا للنفط.

ومنذ أن ثبت الفيدرالي معدل الفائدة الرئيسي عند نطاق 4.25%-4.50% في ديسمبر الماضي، ازدادت الضبابية بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، خصوصًا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، وقيامه بتغييرات جذرية في السياسة التجارية، من أبرزها رفع كبير في الرسوم الجمركية على الواردات.

ويُنتظر أن يوازن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بين هذه المستجدات الجيوسياسية والضغوط التضخمية الداخلية في قراره المقبل بشأن أسعار الفائدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى