عالمي بوستعربي ودولي

إسرائيل تصعّد في سوريا: 100 غارة جوية وتوسّع بري في “المنطقة العازلة”

عمان بوستفي تصعيد عسكري غير مسبوق، أعلنت إسرائيل أنها ستكثف غاراتها على مخازن الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في سوريا، فيما وسّعت قوات الاحتلال وجودها البري في المنطقة العازلة المحاذية لهضبة الجولان.

غارات مكثفة واستهداف مواقع استراتيجية
شنت إسرائيل أكثر من 100 غارة جوية، الإثنين، استهدفت منشآت عسكرية ومخازن أسلحة في مختلف المناطق السورية، بينها مقرات للجيش السوري، ومنشآت دفاع جوي، ومطارات عسكرية.

وقال مصدر أمني سوري، إن الضربات الإسرائيلية دمرت عشرات المقاتلات والمروحيات في مطار المزة العسكري، وألحقت أضرارًا في مطار المروحيات في عقربا بريف دمشق، كما استهدفت مقر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في العاصمة.

كما طالت الضربات مواقع في درعا جنوبي سوريا، بما في ذلك مقر اللواء 132، حيث قُصفت مخازن الأسلحة الاستراتيجية. ووفقًا لمصادر أمنية سورية، فإن إسرائيل قصفت منشأة للدفاع الجوي قرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط، ما أدى إلى وقوع انفجارات هائلة هزت العاصمة دمشق والمناطق المحيطة.

“سنقضي على الأسلحة الثقيلة”
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن القوات الإسرائيلية مصممة على تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في سوريا، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ أرض-أرض.

وأضاف كاتس: “سندمر كل ما يمكن أن يهدد أمن إسرائيل، ولن نسمح بوقوع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين”.

توسّع بري في المنطقة العازلة
في خطوة لافتة، أعلنت إسرائيل إرسال قوات برية إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، وهي المنطقة التي أنشئت بموجب اتفاق فصل القوات عام 1974، وتخضع لإشراف الأمم المتحدة.

التلفزيون الإسرائيلي عرض صورًا لوحدات من القوات الخاصة الإسرائيلية في منطقة جبل الشيخ السورية، بينما أكدت مصادر أن دبابات إسرائيلية توغلت داخل الأراضي السورية بعمق يصل إلى 3 كيلومترات، متخذة مواقع لها في مناطق الحميدية، القحطانية، وبئر عجم، وصولًا إلى المثلث الحدودي بين سوريا، إسرائيل، والأردن.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، إن “الوجود البري في المنطقة العازلة هو خطوة مؤقتة وضرورية لأسباب أمنية“، فيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس على ضرورة “تطهير المنطقة العازلة من الأسلحة الاستراتيجية والبنى التحتية التي تهدد أمن إسرائيل”.

نهاية اتفاق 1974؟
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن “اتفاق فصل القوات لعام 1974 قد انتهى فعليًا”، وهو الاتفاق الذي كانت الأمم المتحدة تراقب من خلاله وقف إطلاق النار في الجولان.

موقف نتنياهو: سنعيد تشكيل المنطقة
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتراجع عن عملياتها، قائلًا: “نغير الشرق الأوسط لصالحنا، ونحافظ على أمن إسرائيل بكل الوسائل”.

وأضاف نتنياهو: “نحن نراقب الوضع الجديد في سوريا، وسنظل حاضرين على الأرض لضمان عدم ظهور تهديد جديد بعد سقوط الأسد“.

تحليل المشهد
تشير الغارات المكثفة والتوسع البري الإسرائيلي في سوريا إلى تحول جذري في قواعد الاشتباك، فإسرائيل التي كانت تعتمد على الضربات الجوية باتت تعزز وجودها البري في مناطق حساسة، مستغلة حالة الفراغ الأمني الناتج عن انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.

تسعى إسرائيل إلى إعادة رسم معادلة الأمن في المنطقة، عبر السيطرة الميدانية على المناطق الحدودية الاستراتيجية، وضمان عدم وصول الأسلحة النوعية إلى حزب الله أو الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.

خلاصة المشهد
ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد غارات جوية، بل إعادة تموضع عسكري واستراتيجي. إسرائيل تستغل غياب النظام السوري لفرض واقع ميداني جديد في المنطقة العازلة، مع تدمير مخازن الأسلحة الثقيلة التي تعتبرها خطًا أحمر لأمنها القومي.

وبينما تعلن إسرائيل أن تحركاتها “محدودة ومؤقتة”، تشير الوقائع على الأرض إلى توسّع تدريجي يُنذر بمرحلة جديدة من التصعيد، حيث لم يعد استهداف مستودعات الأسلحة كافيًا، بل أصبح التواجد البري على الأرض السورية جزءًا من المعادلة.

رويترز + أ ف ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى