لبنان على أعتاب تغيير تاريخي: انتخاب رئيس جديد بعد فراغ سياسي استمر عامين

عمان بوست – يشهد البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، جلسة مفصلية تهدف إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في خطوة قد تُنهي شغورًا استمر لأكثر من عامين، وترسم ملامح مرحلة جديدة للبلاد التي عانت أزمات سياسية واقتصادية خانقة منذ عام 2019.
جلسة تاريخية وسط متغيرات إقليمية ودولية
تعقد الجلسة في ظل ظروف استثنائية، أبرزها التغيرات الجذرية في التوازنات الإقليمية، بعد الضربات التي تلقاها حزب الله في مواجهة إسرائيل، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مما أضعف نفوذ الحلفاء التقليديين لحزب الله في المنطقة.
جوزيف عون: الأوفر حظاً لقيادة المرحلة
تُرجّح الكفة بقوة لصالح قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، كمرشح توافقي مدعوم إقليمياً ودولياً. وشهدت الأيام الأخيرة تكثيف المشاورات بين القوى السياسية اللبنانية، تحت ضغوط خارجية، بهدف التوصل إلى اتفاق حول انتخابه.
وأكد مسؤولون لبنانيون أن لقاءات مكثفة جرت مع موفدين دوليين، بينهم الموفد الأميركي آموس هوكستين، والسعودي يزيد بن محمد آل فرحان، والفرنسي جان-إيف لودريان، الذين شددوا على ضرورة انتخاب رئيس لتثبيت الاستقرار في البلاد.
حزب الله أمام خيارات محدودة
يأتي هذا التطور بعد أن أجبر حزب الله على القبول باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والذي ينص على انسحابه من المناطق الحدودية ونزع سلاحه تدريجياً. وتسببت المواجهات التي استمرت قرابة العام بخسائر كبيرة للحزب، بما في ذلك مقتل قياداته، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصرالله.
إجماع دولي وإصلاحات مرتقبة
ويترافق انتخاب الرئيس الجديد مع التزامات لبنانية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرار 1701، الذي يشدد على إبعاد المجموعات المسلحة عن الحدود اللبنانية ونزع سلاحها. كما يضع انتخاب الرئيس الجديد خارطة طريق لإعادة إعمار المناطق المتضررة في الجنوب والضاحية الجنوبية، إلى جانب إصلاحات اقتصادية عاجلة لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
ميقاتي: لبنان أمام عهد جديد
قبيل جلسة الانتخاب، عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تفاؤله بقوله: “للمرة الأولى منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية”.
تحديات كبرى بانتظار الرئيس المنتخب
إذا انتُخب العماد جوزيف عون اليوم، سيكون خامس قائد جيش يتولى رئاسة لبنان، والرابع على التوالي. وسيواجه تحديات هائلة، أبرزها تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الاستقرار، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية المطلوبة لتحريك عجلة الاقتصاد المنهار.
لبنان يقف اليوم على مفترق طرق، والأنظار تتجه نحو البرلمان، حيث تُكتب صفحات جديدة في تاريخ هذا البلد الذي يبحث عن الاستقرار وسط رياح التغيير.